-A +A
آلاء الغامدي (جدة) AlaaAlGhamdi4@
يرى بعض المتخصصين أن «التسويق الإلكتروني» له أثر في تنمية المجتمع، إذ يساعد في رفع مستويات المعيشة بالمناطق الفقيرة بمجموعة الأنشطة المجتمعية الإلكترونية.

محمد المحسن (29 عاماً)، خريج تسويق من جامعة ماليزية، يوضح أنه عمل لفترة وجيزة عقب تخرجه في شركة مواد غذائية، وفي الوقت نفسه يسوق بعض المنتجات عبر صفحة إلكترونية في «فيس بوك» وأخرى في «إنستغرام»، ووجد إقبالاً كبيراً خصوصاً أنه وضع أسعاراً منخفضة جداً مقارنة بالمنتجات المشابهة في الأسواق، وعندما رأى أن أرباحه زادت استقال من وظيفته وتفرغ لتسويق منتجاته إلكترونياً، ومنها تزوج وفتح بيتاً، موضحاً أن التسويق الإلكتروني عالم كبير يستوعب الكم الهائل من المسوقين إذا عرفوا كيف يتعاملون مع هذا السوق الكبير.


وهناك بعض الأسر المنتجة كانت تنتظر المهرجانات الوطنية للمشاركة فيها وبيع منتجاتها؛ سواء من المأكولات أو الحرف اليدوية، إذ تؤكد الخالة فاطمة الحربي، التي كثيراً ما تشارك في تلك المهرجانات لعرض حرفها التي تسوقها عبرها، أنها بدأت بمساعدة أبنائها في تسويق بعض منتجاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً «إنستغرام» الذي تشرف عليه ابنتها، إذ تعرض عبر حسابها مجموعة كبيرة من الحرف اليدوية القديمة، موضحة أنها وجدت إقبالاً كبيراً في بيعها، وربما أكثر من دخلها عبر المشاركة في المهرجانات، مشيرة إلى أنها لقيت دعماً كبيراً من البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية «بارع» التابع لوزارة السياحة.

ويمول «بارع» الصناعات الحرفية التي تضخ العدد الكبير من فرص العمل الجديدة للحرفيين والحرفيات، وفي خطوات لمساعدة الحرفيين؛ أسس «بارع» الجمعية المهنية للحرفيين السعوديين، وأعد مسحاً لتقييم الجمعيات ذات الصلة بالعمل الحرفي بشكل مباشر، والاتفاق مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لتسجيل الحرفيين في التأمينات الاجتماعية، وبحث إيجاد مقرات لمراكز الإبداع الحرفي. هدى سالم، مواطنة في جدة تسوق المأكولات السعودية، توضح أنها شاركت في الكثير من المعارض والمهرجانات الوطنية المقامة في منطقة مكة المكرمة والرياض والشرقية، وأخذت خبرة تجارية في هذا المجال، لكنها في الفترة الأخيرة بدأت التوجه إلى تسويق مشروعها إلكترونياً من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أنها وجدت إقبالاً كبيراً مما دعاها للاستعانة بسائق خاص لتوصيل طلبات عملائها من المأكولات إلى منازلهم مجاناً ضمن الخدمة التسويقية، مبينة أنها اهتمت بنوعية المأكولات وحفظها لتصل إلى العميل طازجة وساخنة، ووضعتها في أطباق جاذبة مما زاد في عملائها يوماً بعد يوم وزادت معها أرباحها. أم محمد الغامدي، تقول إنها بدأت إعداد الأكلات الشعبية الخفيفة، مثل القرصان والحلويات الشرقية، وقبل حوالى عام ونصف بدأت التسويق الإلكتروني لإنتاجها في نطاق حي الصفا في جدة فقط الذي تسكن فيه، ثم بعد الاتفاق مع سائقين سعوديين يعملون عبر التطبيقات بدأت تستقبل طلبات من خارج الحي، مشيرة إلى أن الطلبات زادت عليها خصوصاً في عطلة نهاية الأسبوع. من جانبه، يعلق أستاذ التسويق والخبير التسويقي الدكتور عبدالستار تركستاني، بأنه في السنوات القليلة الأخيرة بدأ اتجاه الكثير من أفراد المجتمع نحو الشراء الإلكتروني، وهذا التوجه المجتمعي دعا الكثير من الشباب لاحتراف مهنة التسويق الإلكتروني فضخوا منتجات تجمع بين الجودة العالية والأسعار المنخفضة، باعتبارها وظيفة تكميلية ومهنة لا تحتاج إلى تفرغ لكنها تحتاج إلى ذكاء تسويقي.